عصر يوم الأحد العشرون من شهر يناير من العام الماضي 2019 قالت سهام احمد قاسم شقيقة الشخصية الاجتماعية والتربوية العدنية المخفي قسرا "زكريا أحمد قاسم" بأن "شلال شايع" أخبر الأسرة بعد أيام من اختفاء (زكريا) أنه معتقل لديهم في ادارة امن عدن، إلا أنه لم يُسمَح لهم بلقائه وزيارته منذ اعتقاله.
"سهام" التي كانت تتحدث في وقفة احتجاجية نظمتها أسرة (زكريا) امام منزل وزير الداخلية بعد ورود انباء تتحدث عن وفاته في مقر اخفاءه قالت: "سألنا عنه في كل السجون التي نعرفها بعدن ولم نجد له أثرا، ولا نعرف عن مصيره شيئا حتى اللحظة.
مضيفة إن الأخبار التي تحدث عن وفاة "زكريا" تحت التعذيب في السجن أثر سلبيا بصورة كبيرة على والدته وأسرته، وضاعفت من معاناتم وآلامهم، خاصة مع استمرار صمت الجهات المعنية.
كان ذلك قبل عام وهنحن اليوم يمر علينا عام ثان على اختطاف الشخصية التربوية والاجتماعية العدنية الاستاذ "زكريا احمد قاسم" (730) يوم ( 8760) ساعة (525.600)دقيقة من المعاناة والوجع المتواصل، ولاتزال مطالب اسرته هي هي لم تتغير في ظل تجاهل فاضح ومخزي من الجهات المعنية.
تظل قضية (زكريا) شاهدة على قتامة الظلم الذي جثم على مدينة عدن وابناءها المسالمين اللذين اختطفوا من امام منازلهم بدون اي تهمة وجهت لهم او احيلوا للقضاء، وبقيت امهاتهم و زوجاتهم واطفالهم يعانون الأمرين لمعرفة مصيرهم والاطمئنان عليهم.
يا للعار ما أقبح سوئتنا ان نحن قبلنا وصمتنا ولم ننطق بكلمة الحق، فالساكت عن الحق شيطان اخرس كما يقال..فهل بلغ بنا الخوف والذل مبلغه!.. ماذا سنقول لأهالي المختطفين والمخفيين؟ ضعوا انفسكم مكانهم ثم قرروا ماذا ستفعلون.
ماذا سنقول لدموع الأم المفجوعة والزوجة المكلومة..بماذا سنجيب تساؤلات الاطفال الابرياء اليومية عن مصير اباءهم؟.. أيها السادة ان خذلتنا الشجاعة عن نصرتهم فلتعصمنا بقايا مرؤة أو مكارم اخلاق اذ لامجال للخذلان..
ياهؤلاء: انفذوا القانون في المخفيين ولا يغرنكم الاستقواء بالقوة على المغلوب على امرهم ..اكشفوا عن مكانهم ولاتتمادوا في اذية الناس واكتفوا بما تقدم.. واذا كان الجناة يراهنون على نسيان الناس لقضيتهم فليعلموا ان ماضاع حق وراءه مطالب وستتحول قضية المخفيين الى لعنات تطارد المتورطين، وكوابيسا تقض يقظتهم ومنامهم على السواء، ودعوات مظلومين تفسد عليهم دنياهم وآخرتهم..
إن قضية المخفيين تحتاج الى وقفة جادة من قبل الجميع ابتداء من قيادة التحالف العربي الجديدة في عدن والحكومة الشرعية ووزارة الداخلية والمنظمات والنشطاء والاعلاميين وكل حر غيور مطالب اليوم بان يشارك في انهاء الظلم الذي طال ابناء عدن وعائلاتهم الكريمة اللذين يتمسكون باي بصيص يبقي الامل في عودة أبناءهم.
الكشف عن مصير المخفيين و احالتهم للقضاء مطالب عاجلة في هذه القضية مالم فإن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
أسرة (زكريا) وغيره من المخفيين مشكلتهم مع الاسف انهم امنوا بقوة الحق والقانون و كفروا بالبلطجة و ثقافة ابراز العضلات ..تلك هي مشكلتهم و نقطة ضعفهم.. اسرة عدنية لا تسندها قبيلة او مليشيا!!
لكم أن تتخيلوا معي أن المعلمين والتربويين ودعاة التنوير باتو مخفيين ومعتقلين، والنهابة و القتلة يسرحون ويتقلدون المناصب في مدينة عدن فهل وعيتم عن أي قبح نتحدث واي كارثة نعيشها؟!
لوجه الله أطلقوا (زكريا) وكل المخفيين، ليس فضلا بل تعلما من التاريخ، فالظلم لا يدوم، وانتهاك الحقوق لا يمر دون حساب، وعند الله تجتمع الخصوم.