ونحن على مشارف العام الجديد 2020، نودع عام ونستقبل آخر، يسعدني أن أتقدم بخالص التحايا إلى الشعب اليمني نيابة عن السفارة الصينية وأصالة عن نفسي، متمنيا لكم ولأسركم عيدا سعيدا وموفور الصحة والعافية، كما أتمنى لليمن أن يبدّد ضباب الحرب ويحتضن فجر السلام مع حلول العام الجديد.
لقد مثل العام 2019 بالنسبة إلى الشعب اليمني مزيجا من الأمل وخيبة الأمل، حيث تبددت آمال اليمنيين بتحقيق السلام في بلدهم الذي عانى من ويلات الحرب.
ومع إطلالة العام الجديد2020 نجدد وقوفنا مع الشعب اليمني وتطلعنا إلى تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشكل سلس، لكي تستعيد عروس البحر الأحمر الحديدة جمالها ويعود لعاصمة الثقافية اليمنية تعز مجدها ولكي يجتمع شمل 15000 أسرة يمنية مجددا.
ويؤسفنا أن نرى الوقت يمضي، من دون أن ينفذ الاتفاق، فيما لاتزال الحديدة وتعز تعانيان من حجم الكارثة الانسانية الكبيرة، ولا يزال الكثير من الآباء والأمهات ينتظرون عودة ابنائهم. في الوقت الذي تستمر فيه آثار الحرب والمجاعة والمرض كحالة دائمة، ولا تزال دماء الشعب اليمني تنزف والأرض اليمنية تبكي.
يحدونا الأمل أن يكون العام الجديد فاتحة خير لليمنيين وأن يحمل معه بشائر الأمل للشعب اليمني بعد عام حافل بخيبات الأمل بفضل ما شهدناه من مؤشرات إيجابية جاءت في نهاية السنة المنصرمة، ومن ذلك التوقيع على اتفاق الرياض، الأمر الذي نعتبره بارقة أمل لتهدئة الوضع في الجنوب وفتح الآفاق أمام ايجاد تسوية شاملة في اليمن.
ونعتقد أن كل الاصدقاء اليمنيين بغض النظر عن تواجدهم في الجنوب أو الشمال أو الشرق أو الغرب وانتمائهم لأي حزب، يؤمنون بعدم جدوى استمرار القتال والعداء والحقد بينهم، حيث تقول الحكمة الصينية القديمة:" الأخوة تبقى بعد ألف مصيبة، والكراهية تذوب في الابتسام"، لذلك نثق بأن الأشقاء اليمنيين سيتوصلون إلى تفاهم حقيقي وحل للخلافات البينية، الأمر الذي سينهي الحرب سريعا ويجعل الشعب يعيش حياة طبيعية.
نهر التاريخ يسير إلى الأمام بلا توقف، ولدى الصين واليمن تبادلات وتواصلات ودية لآلاف السنين، ويرتبط الشعبين بصداقة متينة تعززت مع مرور الوقت. فالرياح لا تحرك الجبال، والصعوبة لا تغير الصداقة الصينية اليمنية المتينة، وستظل الصين تعتبر اليمن الشقيق العزيز والصديق لها، وستواصل دعمها لليمن. وفي المرحلة الحالية، تدعم الصين بثبات العملية السياسية لحل القضية اليمنية وتبذل جهودا في هذا الصدد. وستقوم الصين بتواصلات وثيقة مع كل الأطراف وباستمرار، وتنصح الأطراف بالتصالح وتحثها على التفاوض لتقليص الخلافات بينها لكي تلعب دورا بناءا في إيجاد الحل السياسي للقضية اليمنية.
وأؤكد بأنني سأتخذ من مسار تعزيز العملية السلمية اليمنية وتطوير الصداقة الصينية اليمنية كأهم مهامي باعتباري السفير الصيني لدى اليمن. حيث أتطلع إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن في السنة الجديدة التي أتمنى أن تحمل معها للشعب اليمني الحياة الهانئة والآمنة والسعيدة، كما أتطلع إلى تنمية الصداقة الصينية اليمنية بشكل مطرد وفتح صفحة جديدة للتعاون العملي.
الصين واليمن كلاهما دول لها تاريخ طويل وحضارة عريقة ومزدهرة، وقد كانت الصين تعاني من الظلم والصراعات بين أمراء الحرب والعدوان المستمر الأمر الذي تسبب في توتير الوضع ومفاقمة المعاناة على الشعب، ولكن بقيادة الحزب الشيوعي الصيني القوي، استطعنا أن نقف مجددا وأصبحنا اليوم أغنياء وأقوياء.
إن الشعب اليمني يتمتع بالصلابة والصبر والاجتهاد والشجاعة، ويؤكد التاريخ الطويل الذي يمتد لآلاف السنين أن الشعب اليمني لا يقهر، وكلي ثقة بأن هذا الشعب العريق يستطيع أن يطوي هذه الصفحة من المعاناة والظلم، ويفتح صفحة جديدة من الاستقرار والازدهار والتنمية والعدالة والإنصاف والكرامة والمجد.
أخيراً، كل عام وأنتم بخير وعيدا سعيدا!