إن ثورة ال26 من سبتمبر 1962م كانت نتاج لنضالات أحرار شعبنا اليمني،،والذين رفضوا،،الظلم والاستبداد ،،
وقد مثل يوم ال26 من سبتمبر يوم الانعتاق من القوى الإمامية الظلامية والتي كانت جاثمة على الشعب اليمني لعقود من الزمن،،حيث عاش الشعب اليمني في ذلك العهد في غيبوبة،،غيبته عن حاضره ومستقبله ،،،غيبته عن محيطه العربي والاسلامي وغيبته عن العالم ..غيبته عن العلم ،،غيبته عن مجاراة العالم في التقدم الحضاري ،،،
كان تجهيل الشعب،وتغييب وعيه من قبل الأئمة متعمداً،،لعلمهم أن الظلم والاستبداد لايمكن ان يتعايش الا مع شعب جاهل،،غائب عن وعيه.
في ذلك العهد البائد لاصوت يعلو فوق صوت الجهل والخرافة،ولاصوت يعلو فوق صوت الإمام،ولاصوت يعلو فوق صوت العكفي،،(مفرد عكفة) وهم عسكر الإمام.
ورحم الله ابوالأحرار،،
محمد محمود الزبيري حيث قال في قصيدته ،،
،،،صرخة الى النائمين،،،
جهل وامراض وظلم فادح
ومخافة ومجاعة وإمام
والناس بين مكبل في رجله
قيد وفي فمه البليغ لجام
اوخائفٍ لايدري ماينتابه
منهم أسجن الدهر ام اعدام
والاجتماع جريمة ازلية
والعلم إثم والكلام حرام
جاء يوم ال26 سبتمبر كغرفةالإنعاش،للمريض حيث أفاق فيها الشعب اليمني من غيبوبته التي عاشها طوال فترة حكم الأئمة الكهنوتي،،
جاءت ثورة ال26 من سبتمبر،،لتزيح ذلك الغطاء وتلك الغشاوة عن اليمنيين،،
تفتحت ابواب العالم على اليمن ،،وخرج من بوتقة الانغلاق الذي فرض الحقبة البغيضة من حكم الأئمة،
بدأت حكومة الثورة والجمهورية بإنشاء البنية التحتية للدولة الجديدة ،،وذلك من خلال بناء المدارس والمستشفيات وشق الطرقات وبناء مؤسسات الدولة والمشاريع الخدمية في مجال التعليم والصحة والكهرباء والمياه ،، والمنح الدراسية للخارج للطلبة المتفوقين،،
وأصبح اليمني يفاخر بانتمائه لبلده اليمن اذا ماسافر الى بلدان اخرى.
عاشت اليمن فترة ذهبية بعد قيام الثورة مابين عامي 1970م و1990م هذه الفترة الزمنية باعتقادي هي الفترة الوحيدة من عمر اليمن بعد الثورة التي حصل فيها استقرار اقتصادي،، بعد ان نجح الجمهوريون من التخلص من بقايا القوى الإمامية ،،استمر هذا الاستقرار حتى عام 1990م حينما اندلعت حرب الخليج الاولى بسبب اجتياح العراق للكويت،،في عهد الرئيس / صدام حسين ،،حيث أثرت الحرب سلباً على الاقتصاد اليمني ،،فقد عاد مايقرب من مليون ونصف المليون من المغتربين من دول الخليج والذي شكل عبئاً على الدولة.
وبعد 57 عاماً من عمر
الثورة ،،هانحن نرى الإمامة تعود بثوب جديد،، تعود بلباس الجمهورية ،،هذا اللباس الذي ليس ظاهره الرحمة وباطنه العذاب،،،بل ظاهره وباطنه العذاب،،
عادت الإمامة بوجهها القبيح في يوم 21 سبتمبر 2014م ذلك اليوم الأسود يوم النكبة على اليمن واليمنيين ،والذي كان انقلاباً على ثورة ال26 من سبتمبر،،،وانقلاباً على الشرعية الدستورية ،،وانقلاباً على ،،مخرجات الحوار الوطني الذي توافق عليه ،كل اليمنيين ،،بما فيهم الانقلابيين .
لقد عادت الإمامة ليعود معها الجهل ولتعود معها الخرافة،،ولتعود معها العنصرية،،عادت بالدمار والخراب ،،عادت بالقتل والتشريد لأبناء الشعب اليمني،،عادت الإمامة بنفَسها الطائفي العنصري،،
عادت الإمامة محاولةً تجريف هوية اليمن وثقافته،، وإخراجه من محيطه العربي،،وإلحاقه بإيران الفارسية،،
منذ ذلك اليوم المشؤوم اليوم الاسود،يوم النكبة ،،،والشعب اليمني يناضل من أجل استعادة دولته،،المخطوفة والمغتصبة من قبل عصابات ومليشيات الحوثي الانقلابية،،،
فالشعب اليمني قد صار لدى معظم أبنائه وعي وادراك بخطورة الإمامة،،وأنها لاتحمل سوى مشاريع الهدم والدمار.