رمضان هل هلاله و سناه
و تضمخت هذي الدنا بشذاه
فيه الكتاب تنزلت آياته
و بآيه وجد الفؤاد ضياه
و تسابقت همم العباد بساحه
و تقبلت كل القلوب نداه
رمضان روح الروح محراب التقى
و صيامه منه الكريم جزاه
تتعطر الأنفاس فيه بطيبه
و لريح صومك كالشذى وافاه
و تعلقت فيه النفوس بهدي من
وهب الخليقة نوره و هداه
فلك الثناء مدى الزمان إلهنا
و لك ابتهالي صبحه و مساه
و لك الخضوع بنسكنا و صلاتنا
و لك احتسبنا الصوم ما أحلاه
و لقد أتيتك و الذنوب تنوء بي
و العبد يطمع في رضا مولاه
و لقد هفت نفسي لعفوك سيدي
فعسى الصيام مطيتي لرضاه
و لكم عفوت عن المسيء تكرما
و منحت عفوك من أتى يهواه
فلألزمن الباب أطلب عفوه
و لألزمن تضرعي أواه
و لألزمن الباب أطلب وده
فهناك يلقى القلب كل مناه
و لأسجدن تذللا و توددا
فمن الذي يهب الرضا لولاه
و طرقت بابك مخبتا متضرعا
فمنحت عفوك من لبابك جاه
و قبلت كل فتى أتاك تذللا
و فتحت بابك من أتى يغشاه
فأتيت أحمل وزر كل خطيئة
و لدى رحابك قد حللت عراه
فارحم وقوفي عند بابك باكيا
فلقد أتيتك ضارعا رباه
إني أنا العبد الشقي بذنبه
فجثوت أرجو طالبا رحماه
فارحم فؤادا يكتوي بشقائه
و ببرد عفوك تمحي شقياه
أفمن يصعر خده متكبرا
مثل الذي متضرعا؟ حاشاه
و أتيت يارمضان تغسل حوبتي
رمضان و القرآن بعض عطاه
فامنن علينا في قبول صيامه
و قيام ليل القدر كم نهواه
و صلاة ربي للحبيب تحفه
أبد الدهور كخير من ناجاه